إن يوسف عليه السلام كان مظلومًا مضطهدًا في سجن الملك وهو يملك من المعلومات والخطط ما يجعله في محل قوة عند المفاوضة إلا أنه لا يشترط لنفسه شيئا، بل جادت نفسه الزكية بالتفضل بالخير والعطاء والنصح والإرشاد بدون أي مقابل من الخلق، وهذه الأخلاق الكريمة والصفات الجميلة يكرم الله بها من يريد أن يجعله قدوة لدينه ومعلما لدعوته، كما نلاحظ أن يوسف عليه السلام كان مستوعبا لفقه الخلاف حيث إن الملك وشعبه بعيدون عن منهج الله، منغمسون في مناهج الجاهلية، ومع هذا التقى معهم في الخير المحض والسعي نحو إنقاذ البلاد والعباد من محنة المجاعة والقحط، وهذه السعة في الفهم والاستيعاب العميق يحتاجها من يتصدى لدعوة الناس ودفعهم نحو تمكين دين الله في الأرض.
لقد كان من ثمار تدبير يوسف عليه السلام وتخطيطه أن حفظ شعبًا من الهلاك والجوع وخرج من الشدائد وعاد إلى الرخاء. وفي هذا القصص القرآني إشارات إلى واقع تخطيطي لكي ندرك أن الإسلام لا يقوم على التخمين أو التواكل، ولكنه يهتم بأدق الأساليب وأعمقها سواء في جوانب الاقتصاد أو السياسة أو غيرها.
ب- من سيرة سيد الخلق - ﷺ - :
إن سيرة الرسول - ﷺ - معلم بارز في جميع جوانب الحياة ونلحظ من سيرته العطرة جانب التخطيط وإحكام الإدارة ودقة التنظيم في كل مراحل دعوته، فإذا نظرنا مثلا إلى الهجرة النبوية نجد أن الرسول - ﷺ - وضع لها خطة احتوت على هذه العناصر: تحديد الهدف، تنظيم الوسائل، رسم أسلوب التنفيذ، محاولة التنبؤ بالمستقبل، ولذلك
نلاحظ الآتي:
- تحديد الهدف: