لقد حدد النبي - ﷺ - هدفه من الهجرة، وهو مغادرته هو وأصحابه مكة إلى المدينة آمنين، ثم نشر دعوة الإسلام في بيئة جديدة تتطلع إلى رسالة رب العالمين، وتدافع عن المؤمنين وتدفع عنهم الأذى، قال تعالى: ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: ١٠٠].
- تنظيم الوسائل واختيار المكان:
فحين أوحى الله إلى نبيه بالهجرة، كانت الوسيلة والسبيل إلى تحقيق هذا الأمر، هو التخطيط والتدبير حتى يضمن نجاح مهمته، ولقد كان للهجرة مقدماتها ومنها:
حسن اختيار الرسول - ﷺ - للمكان، وكان هذا بوحي من الله عز وجل.
والمدينة لأنها توفي بالمقصد، وتتناسب مع الهدف.
وبها صلات القربى، بنو النجار أخوال جده عبد المطلب من قبيلتي الأوس والخزرج.
الموقع الاقتصادي للمدينة حيث غنائها بمائها وزرعها وثروتها التجارية.
منيعة بحصونها ولها سيادة وسلطان بأهلها من الأوس والخزرج.
تجارة مكة تمر عبرها إلى الشام، لموقعها الاستراتيجي.
مجاورة أهلها لأهل الكتاب وسماعهم منهم، يجعلهم أكثر قربا للاستماع للدعوة الجديدة.
* التمهيد للهجرة:
- بيعة العقبة الأولى:
كانت خير تمهيد لتنفيذ الهجرة ثم تلتها بيعة العقبة الثانية ثم بيعة العقبة الكبرى، والعقبة مكان مرتفع شرقي مكة على يسار الطريق للقاصد منى من مكة، ولقد لقى الرسول - ﷺ - في العقبة الأولى:
ستة نفر كلهم من الخزرج.
دعاهم وعرض عليهم الإسلام فاستجابوا.
انصرفوا إلى المدينة وبدأوا ينشرون الإسلام فيها.
لم تبق دار من دور الأنصار إلا فيها ذكر لرسول الله - ﷺ -.
واعدوا النبي - ﷺ - أن يقابلوه في الموسم القادم في نفس المكان.
- بيعة العقبة الثانية:


الصفحة التالية
Icon