٥- تحقيق الترابط التام بين الحاكم والمحكوم بحيث تنسجم وتتوافق القاعدة العريضة من المجتمع مع القمة مما يدفع المجتمع إلى التقدم السريع والعمل البناء.
٦- قلب الحكومات وإيجاد الاضطرابات: فقد يقوم الإعلام بذلك نتيجة للصراع الفكري أو الصراع الاجتماعي أو الصراع السياسي، فتذاع أخبار وحقائق تثير الناس مما يخلق الفوضى في المجتمع، ويكون من نتيجة ذلك تغيير الوزارات أو قلب الحكومات أو تقرير مصائر الدول أو إيجاد الحقد والكراهية نحو طبقة معينة أو مجتمع معين(١) إلى غير ذلك من الأمور.
ولقد أرشد القرآن الكريم الأمة إلى الأخذ بأسلوب الإعلام في دعوة الخلق ونهج نهجا متميزا في إيصال الحقائق إلى الناس؛ فمثلا نرى القرآن الكريم جعل الأحداث مدخلا إلى قلوب الناس وعقولهم لإرشادهم وتوجيههم لما فيه السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
فنجده ينزل في كثير من الأحيان إثر حادثة أو سؤال مراعيا في ذلك الوقت المناسب وما نزل منه ابتداء فأسبابه قائمة في الواقع وإن لم يكن لحادثة معينة.
وقد سأل اليهود الرسول - ﷺ - عن هذه الظاهرة الغريبة، التي ما عهدوها من قبل في الكتب السماوية السابقة والتي كانت تنزل جملة واحدة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قالت اليهود: يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى، فنزل قوله تعالى ردا على سؤالهم(٢): ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً - وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٢، ٣٣].
(٢) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (١/٤٢)