ولقد تعددت الأغراض الإعلامية من نزول القرآن منجما فبالإضافة إلى ما ذكرنا ثمت أغراض أخرى منها: رفع معنوية الرسول - ﷺ - من وقت لآخر بتبشيره بالنصر على الأعداء وحمايته، وفضح أعداء هذا الدين من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب، تنبيه الرسول - ﷺ - وأصحابه من وقت لآخر على أخطائهم، من ذلك ما وقع للرسول - ﷺ - مع أسرى المشركين يوم بدر(١).
ولقد أرشد القرآن الكريم إلى الدستور الإعلامي في القرآن في قوله تعالى:
﴿وَالْعَصْرِ - إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: ١- ٣] حيث استنبط متخصصو الإعلام من هذه السورة الدستور الإعلامي المكون من:
العلم والإيمان.
العمل الصالح.
تبليغ الرسالة.
واستنبطوا قواعد الأسلوب الإعلامي في القرآن من قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ - وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ - وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ - إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل: ١٢٥- ١٢٨].
فهذه الآيات وضعت قواعد وأسس واضحة للأسلوب الإعلامي القولي منه والعملي التي لابد للمسلمين أن يلتزموا بها عند قيامهم بتبليغ هذه الرسالة إلى الناس، إذا أرادوا تحقيق أهدافهم وغايتهم(٢).
ومن أهم هذه القواعد:
١- الحكمة:

(١) المصدر نفسه، ص١٨ – ٢١.
(٢) انظر: الأسلوب الإعلامي في القرآن، ص٣٣.


الصفحة التالية
Icon