وكانت هذه هي البداية مع الرسول - ﷺ - فأول ما نزل عليه من القرآن الكريم كان الهدف منه إعلام الرسول - ﷺ - بقاعدة التصور الإيماني والإيمان بها، فلما علم هذه القاعدة وآمن بها أمره الله تعالى «بالعبادات الفاضلة والقاصرة»(١) عليه - ﷺ -، ومن أهمها قراءة القرآن وصلاة الليل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً - نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً - أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ [المزمل: ١-٤].
ولما علم الرسول - ﷺ - حقيقة قاعدة «التصور الإيماني» وعمل بمقتضاها، صار عنده استعداد ذاتي لتصدير هذه الرسالة إلى الناس، فعندها أمره الله تعالى «بإعلان هذه الدعوة والصدع بها»(٢) قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ١ - ٣].
كما أن القرآن الكريم غني بالأساليب الإعلامية سواء كانت قولية أو عملية، فمن القولية مثلا: أسلوب الهدم والبناء، والتقابل، التبشير بغد أفضل، الجدل، التهديد، تشويه الصورة، تحسين الصورة، ومن الأساليب الإعلامية العملية، القدوة الحسنة، العفو عند المقدرة، الثبات على الحق(٣).
ولقد مارس الرسول - ﷺ - المنهج القرآني الإعلامي، وقام ببعض الأعمال العظيمة التي حققت أهدافًا إعلامية وساهمت في انتشار هذا الدين والتمكين له في قلوب العباد وفي البلاد فمثلا:
١- الهجرة:

(١)، (٢) تفسير السعدي، (٧/٥٠٨).
(٢) تفسير السعدي (٧/٥٠٨).
(٣) انظر: الأسلوب الإعلامي في القرآن، ص٣٦: ٦٠.


الصفحة التالية
Icon