ولذا فإننا نرى الرسول - ﷺ - عند أول فرصة وجدها بعد صلح الحديبية قام بإرسال البعوث الدينية إلى القبائل العربية المجاورة، وإلى الأمم خارج الجزيرة العربية للتبشير بهذه الرسالة تنفيذا لأمر الله تعالى بتعميم هذه الرسالة.
ولقد حقق هذا النوع من الأساليب عدة أهداف من أهمها:
١- إشعار العرب والعجم وغيرهم «أن الإسلام ليس خاصا بالعرب وحدهم ولكنه عام لجميع الناس»(١).
٢- قبول هذه الدعوة والترحيب بها من قبل بعض الأمراء والملوك الموجهة إليهم كما فعل المقوقس والنجاشي، وإن كان البعض رفضها وأساء الرد على صاحبها كما فعل كسرى.
وهذا النوع من الأساليب ليستخدم في عصرنا هذا لتوثيق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول عن طريق السفارات والمبعوثين الدبلوماسيين(٢).
ومن خلال هذه المعالم القرآنية والممارسة النبوية الشريفة نتيقن أن الاهتمام بالإعلام وتوظيفه لخدمة الدعوة والتمكين لدين الله من الوسائل المهمة واللازمة للحركات الإسلامية المعاصرة، ولقد استطاعت بعض الحركات الإسلامية مثل التركية أن تستخدم القنوات الفضائية والإذاعية والتلفزيونية والجرائد والمجلات لخدمة الدعوة الإسلامية، وحققت نتائج مبشرة في هذا الميدان. وكذلك الحركة السودانية التي تحاول أن تجعل من وسائل الإعلام وسيلة لخدمة الإسلام في العالم، وأثبتت للعالم أجمع أن الكوادر الإسلامية قادرة على أن تقدم للعالم أروع الأمثلة في العيش للقضايا الإنسانية من خلال التصور الإسلامي.
(٢) انظر: الأسلوب الإعلامي في القرآن الكريم، ص٦٥.