الله - ﷺ - من الحكمة، فلو أنه أجاب هذا الشيخ ثم وقف عنده لكان هذا سببًا في طلب الشيخ بيان المقصود من قوله - ﷺ -: «من ماء» (١).
- أمره - ﷺ - بقطع الأجراس من الإبل يوم بدر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - ﷺ - أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر.
- كتمانه - ﷺ - خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى بدر، حيث قال - ﷺ -: «... إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا...» (٢).
وقد استدل الإمام النووي - رحمه الله - بهذا الحديث على استحباب التورية
في الحرب، وأن لا يبين القائد الجهة التي يقصدها، لئلا يشيع هذا الخبر
فيحذرهم العدو)(٣).
وكان - ﷺ - يهتم بحركة عدوه ولذلك كانت حركة الاختراق في القبائل المعادية واسعة جدا، ولذلك باغت - ﷺ - أعداءه مرات عديدة، وأفشل خططهم العدائية، ولما أرادت قريش أن تباغت رسول الله - ﷺ - بعد بدر كان مكتب استخبار مكة التابع للقيادة في المدينة يبعث بالمعلومات أولا بأول إلى قيادته.
لقد حرص الرسول - ﷺ - على استطلاع أخبار قريش، وكان يستعين بعمه العباس، قال ابن عبد البر(٤) - رحمه الله -: (وكان - رضي الله عنه - يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله - ﷺ - وكان المسلمون يتقوون به بمكة، وكان يحب أن يقدم على رسول الله - ﷺ - فكتب إليه رسول الله - ﷺ - أن مقامك في مكة خير) (٥).

(١) انظر: ابن هشام (١/٦١٦).
(٢) مسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد (٣/١٥٠١) ١٩٠١.
(٣) انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (١٣/٤٥).
(٤) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، توفي ٤٦٣هـ، تذكرة الحفاظ (٣/١١٢٨).
(٥) الاستيعاب (٢/٨١٢).


الصفحة التالية
Icon