تكون هذه القاعدة على أسس من الفهم السليم والاستيعاب العميق لحقيقة الإسلام وأخلاقه وآدابه بحيث تكون هذه القاعدة من شرائح المجتمع المتنوعة، من فلاحين وأصحاب حرف ومصانع وعمال، وتلاميذ في المدارس وطلاب في الجامعات وموظفين في الحكومة أو القطاع العام أو الخاص، ومن المثقفين أصحاب الثقافات المتعددة وأعضاء النقابات المهنية والمنتمين للأحزاب السياسية، وأصحاب الرأي والفكر، وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات وغير ذلك من شرائح المجتمع. والواجب على الدعاة في مرحلة الدعوة والتعريف بالإسلام أن يعملوا على إيصال الدعوة الإسلامية إليهم بصورة قادرة على مواكبة العصر ومتطلباته والمتغيرات وظروفها، وأن يضعوا لهم تصورات دقيقة لمشكلات الحياة من منظور إسلامي يدل على شمولية هذا الدين، وأنه يتناول مظاهر الحياة جميعا من دولة ووطن، وحكومة وأمة، وخلق وقوة، وعدالة ورحمة، وثقافة وقانون، وعلم وقضاء، وعقيدة صادقة، وعبادة صحيحة سواء بسواء، ويكون تكوين القاعدة الصلبة التي تحمل الإسلام بالتنسيق والتعاون بين الدعاة أنفسهم فتهتم مجموعة من الدعاة بتثقيف المزارعين وتربيتهم، وأخرى في أوساط أصحاب الصناعات والحرف، ودعاة يعملون في مجال طلاب العلم، ودعاة في أوساط الانتماءات الموالية أو المعادية للإسلام، وآخرون في مجال النقابات، وفي مجال أصحاب الانتماءات السياسية والحزبية، وفي مجال أصحاب الفكر والرأي وفي هيئات التدريس في الجامعات، ويكون بين الدعاة تعاون وثيق وتنسيق مستمر وتنظيم دقيق وتخطيط رشيد وإدارة واعية وقيادة حازمة، ولابد من توافر صفات الدعاة فيهم وإلا عاد ذلك الجهد بمردود سيئ على الدعوة والمدعوين وعلى العمل الإسلامي كله.
إن أمر التعاون بين الدعاة واجب شرعي، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢].


الصفحة التالية
Icon