لاشك أننا إذا قدمنا للناس هذه الألوان من الأساليب وهي تحمل في معانيها ما تدعو إليه من العقيدة الصحيحة، والإيمان العميق، والأخلاق الفاضلة، والمثل العالية والآداب والتقاليد التي نعتز بها، نكون قد ولجنا إلى قلوبهم من حيث يجب أن نلج، ونكون قد قدمنا لهؤلاء المولعين بهذه الأساليب عوضا عما يلهثون وراءه من هذه التفاهات التي استولت على عقولهم فأضلتها عن الحق، فحينئذ نستطيع أن نتحكم في قلوب الناس وعقولهم، فنملأها بالحق بدل الباطل، ونغذيها بالفضائل بدل الرذائل، ونوجههم إلى الخير والصلاح(١).
٢- الكتب والبحوث:
امتلأت الدنيا بالمؤلفات، وأصبح في كل بيت مكتبة، بل في كل مكتب مكتبة، وكثرت دور النشر، وشجع تقدم فن الطباعة على مضاعفة المطبوعات بشكل هائل.
إن الكتب والمجلات الجنسية والروايات والقصص، وكتب الجريمة والفساد، وكتب الأفكار الهدامة والمنحرفة انتشرت في دنيا الناس انتشار النار في الهشيم بكل اللغات والوسائل، فيجب على الدعاة أن يكتبوا الكتب والبحوث بأسلوب سهل ممتع و جذاب يفهمه عامة الناس وخاصتهم، وتعرف الناس بالإسلام وتشرح لهم تعاليمه، وتقنعهم أنه منهج كامل يتناول شئون الحياة جميعًا، وأنه كفيل بإسعاد الناس وجلب الرخاء والأمن والسلام لهم جميعا، حيث إنه أوجد حضارة مشرقة وتاريخا مجيدا يوم أن طُبق تطبيقا صحيحًا، ويحسن أن تعرض هذه الأفكار ونظيراتها في كتيبات يسهل حملها كما تسهل قراءتها بحيث تكون كل فكرة أو بحث في كتيب على حدة، وتتسلسل في ربط قوي، وجاذبية مؤثرة تجعل القارئ لا ينتهي من كتيب حتى يجد نفسه مشدودا إلى قراءة الذي يليه(٢).

(١) انظر: أسس الدعوة، د. محمد السيد الوكيل، ص٢٠.
(٢) انظر: كيف ندعو الناس، عبد البديع خضر، ص٧٥.


الصفحة التالية
Icon