والاستغفار من أعظم الأذكار وكان المصطفى - ﷺ - يستغفر في اليوم والليلة سبعين مرة(١).
وأخبر أمته أن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» (٢)، ولذا فلابد للداعية من الأذكار ليحيى الله قلبه، ولابد له من الاستغفار ليمحو الله ذنبه.
وأعظم الذكر تلاوة القرآن التي هي من أقوى الصلات بالله التي يحتاجها الدعاة، ولها أثرها في واقع الدعوة والحياة، «ومن الصلاة بالله إعزاز كتاب الله وإدمان تلاوته وتدبر معانيه، وعقد مقارنة مستمرة بين المثل التي يحدو العالم إليها، والواقع الذي ثوى الناس فيه، لتكون هذه المقارنة حافزا على تذكير الناس بالحق، وقيادتهم إلى الله، وتأهليهم، وقرب الداعية من كتاب الله يجب أن يكون متعة لروحه وسكنا لفؤاده وشعاعا لعقله، ووقودا لحركته ومرقاة لدرجته»(٣)، والصلة بالقرآن موجبة للتميز كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلاً ولا سخابًا ولا صياحًا ولا حديدًا»(٤).
(٢) أبو داود، كتاب الصلاة، باب: الاستغفار (٢/١٧٨) رقم ١٥١٨.
(٣) مع الله، ص١٩١.
(٤) الفوائد، ص١٩٢.