إن من المهم بمكان أن يتمكن الداعية عند عرضه للإسلام من بيان محاسن الدين، ومقاصد الشريعة، ويفند مزاعم خصوم الإسلام وشبهاتهم، وإظهار الكمال في أنظمة الإسلام الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وأنها ترعى جميع المصالح وتسد أبواب الفساد، وأنها صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان، وأمثال هذه الموضوعات، ومن المهم بمكان، أن يستوعب الداعية المذاهب الفكرية المعاصرة كالشيوعية والرأسمالية، والقومية والبعثية والماسونية، وأن يبين عوارها وبطلانها وما تعارض مع العقيدة الإسلامية ودين الإسلام، وأن يكون على دراية بأساليب الأعداء وغزوهم الفكري والدور العملي للصهيونية والماسونية ومخططاتهم وأساليبهم، والتنصير ومؤسساته وأدواره، وأن يطالع الكتب النافعة في هذا المجال مثل «الغارة على العالم الإسلامي» تأليف أ. ل - شاتليه، وترجمة محب الدين الخطيب ومساعد اليافي وأساليب الغزو الفكري للدكتور على جريشة ومحمد شريف وغيرها من الكتب.
إذا توافر للداعية رصيد علمي مناسب وزاد ثقافي جيد كان ذلك سببا مهما في نجاح الداعية في مرحلة التعريف.
ثالثًا: رجاحة العقل وقوة الحجة:
إن توافر الذهن الوقاد والعقل النير ميزة كبرى يتحلى بها الداعية حتى يستطيع أن يرجح بين الآراء المختلفة، ويحلل الأمور ويدلل على الصواب، ويرتب الأولويات ويختار الأوقات، وينتهز الفرصة المناسبة، ويتخلص من المشكلات، ويقوى على الرد على الشبهات، والتكيف مع الأزمات، وربما يلتقي الداعية بأصناف من المدعوين يحتاج الداعية معهم إلى إقامة الحجة العقلية، ومن هؤلاء:
١- الكافرون الذين لا يؤمنون بالكتاب والسنة.
٢- المعتدون بعقولهم المقدمون لها على النص النقلي.
٣- المخدوعون بالشبهات.
٤- المعاندون الذين يتبعون الباطل تبعا لمصالحهم ويسعون إلى إضلال غيرهم.