نعم فالأقدار طويلة الأنفاس، والصراع بين الحق والباطل لا تنكشف عقباه في سنة أو سنتين، ولا في جولة أو جولتين، إنه قد يستوعب السنين والقرون(١)..﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧].
إن استيعاب سنة التدرج يعين الدعاة على التعامل الصحيح مع الناس ولابد للدعاة الذين يعرفون الناس بالإسلام أن تكون لهم قدرة على التخطيط والتنظيم وحسن الإدارة، ولا يخفى أن هذه الأمور المذكورة من صميم كل مرحلة من مراحل التمكين بل هي من صميم أي عمل يراد له أن يحقق أهدافه، وأن يصل إلى غايته.
إن مرحلة التعريف تحتاج إلى الدعاة أن يهتموا بالتخطيط والتنظيم وحسن الإدارة.
فبالتخطيط يمكن أن يستفاد من الموارد المادية والمعنوية والبشرية، على أفضل وجه ممكن، وبأقل تكاليف ممكنة، وفي الوقت المناسب.
وبالتنظيم: يمكن تحديد الواجبات والاختصاصات بين الأفراد ويمكن تحديد الأوقات التي تؤدي فيها الأعمال، بغية الوصول إلى الأهداف التي حددت من ذي قبل، وهو عمل يجب أن يمارسه الدعاة إلى الله، بل يتمرسوا به، ويجيدوه، لأنه لا ينجح عمل بدون ذلك.

(١) علل وأدوية للغزالي، ص٣٧.


الصفحة التالية
Icon