وبحسن الإدارة: يمكن إخراج التخطيط والتنظيم إلى حيز الوجود للعمل والتنفيذ، وتحدد الطاقات وتوظف مهماتها في العمل، وفق ما تقتضيه الخطة وما يتطلبه النظام ويمكن تأمين الموارد المالية اللازمة في هذه المرحلة، بحيث تكون موارد ثابتة يمكن على ضوء ثباتها هذا أن توضع ميزانية للعمل، وأن يخضع لجدولية مالية وزمانية، ويمكن تنسيق جهود الأفراد أو المجموعات المشاركة في العمل، بحيث تغطي احتياجات العمل في هذه المرحلة، وتحقق أهدافه مع تحديد الجهد المطلوب من كل فرد أو مجموعة أيا كان هذا الجهد، وبحسن الإدارة يمكن أن يقوَّم العمل في كل مرحلة من مراحله، والاستفادة من هذا التقويم للوصول إلى الأحسن، وتقويم الأداء في الزمان والمكان، و تقويم النتائج التي حققها العمل، وتقويم الأفراد والمجموعات.
إن تقويم العمل وفق إدارة محكمة ينتج عنه: تجويد العمل على قدر المستطاع، والمحافظة عليه من الانحراف عن أهدافه، والمحافظة على الاستمرارية، والمحافظة على الانضباط.
ولابد من الإشارة إلى موضوع مهم، ألا وهو أن العمل الدعوي في مكان قد يحتاج إلى خطة وتنظيم وإدارة، تختلف عن احتياجه إليها في مكان آخر.
وهذا حق، وهو أمر تطلب فيه المرونة، وسعة الأفق، وعمق النظر إلى الأمور، لكن بغض النظر عن هذا الاختلاف، فليست العبرة أبدا بنوعية الإعداد، هرميا كان أو رأسيا، أو رئاسيا أو استشاريا، أو غير ذلك، وإنما العبرة بضرورة ممارسة التنظيم للعمل، وبضرورة اختيار النوع الملائم للناس والبيئات، التي يطبق فيها أي نوع من أنواع التنظيم، كل ذلك ينظر إليه بمنظار الاحتياج من جانب، وبمنظار القدرة على تحقيق الأهداف من جانب آخر، ولا بأس أبدا بأي نوع من أنواع التنظيم، التي ذكرنا أو سواها مما يصل إليه أذهان الدعاة إلى الله، ما دام هذا التنظيم لا ينطوي على شيء مما حرم الله(١).

(١) انظر: فقه الدعوة إلى الله، د. علي عبد الحليم، (١/٢٩٥- ٣٠٢).


الصفحة التالية
Icon