أولا: أهم أهداف هذه المرحلة:
الهدف الأول: الاصطفاء:
وهو الاختيار والانتقاء للعناصر التي أنهت مرحلة التعريف بنجاح حتى يتأهلوا لحمل أعباء وتكاليف الجهاد في مرحة المغالبة، والشروع لهيمنة الإسلام من خلال دولة محكمة(١). وهذا الاصطفاء له معايير أهمها:
١- القدرة الروحية: ويكون لدى الشخص المختار استعداد في هذه المرحلة من الناحية الروحية إذا توافرت فيه بعض الصفات من أهمها: صفاء الروح، الشعور بمراقبة الله، أن يظهر حبه لله في سلوكه، وكذلك ارتباطه الوثيق بالله.
٢- القدرة العقلية: وأهم الصفات التي تؤهل الشخص من الناحية العقلية، الذكاء الذي يساعده على العلم والتحصيل، ونبذ المسلمات القائمة على الظنون والأوهام: ﴿إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [يونس: ٣٦]، وأن يتصف في الحكم على الناس والأشياء بالتأني والتثبت في كل الأمور، لأن التسرع يوقع في الخطأ من جانب ويضيع كثيرا من الفرص للتعرف الحقيقي على الناس من جانب آخر، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦]، وأن يتصف بعمق النظر، وقدرته على التدبر واستنباط الحكم الكامنة في المخلوقات، لأن ذلك ينضج الفكر ويزيد الإيمان، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ
بِالْحَقِّ﴾
[الحجر: ٨٥].
٣- القوة البدنية: وذلك أن هذه المرحلة إعداد لمرحلة الجهاد، فليس بأهل لها إلا رجلاً قوي البدن، سليم الحواس، خاليًا من الأمراض والعاهات، ومن كان قادرا على أن يأخذ نفسه وبدنه بأسباب القوة، ويباعد بين نفسه وبدنه وبين أسباب الضعف فذلك شخص مطلوب.

(١) انظر: فقه الدعوة إلى الله، د. علي عبد الحليم (١/٤٢١).


الصفحة التالية
Icon