الذي انصهر في تعاليم الإسلام ووضعه في مقدمة المجتمعات لقيادته كلها إلى الإيمان والمنهج الرباني والحق والخير والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [آل عمران: ١١٠].
وهذه خيرية تقوم على الإيمان، والعمل الصالح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بعيدة كل البعد عن الخيرية العرقية، والجنسية، والقومية، كما زعمت أمة اليهود، وانخدعت أمة الألمان بالعرقية منذ خمسة عقود فكفلتها وكلفت العالم كله حربا دامية مات فيها ملايين من البشر.
هذه الدعائم التي يجب أن تسود في المجتمع، وينبغي أن يقوم برنامج هذه المرحلة عليها، وأن يوزع على كل المشرفين في مرحلة الإعداد في القرى والأرياف والحواضر والبوادي والمدن والبلديات، ولاشك أن مرحلة الإعداد والتربية من أهم المراحل التي يبني عليها الأهداف في الوصول إلى التمكين وسيادة شرع الله على العالمين وإقامة دولة الإيمان والتوحيد.
سادسًا: عدة القائمين على مرحلة الإعداد والتربية:
مما لا ريب فيه أن الذين يشرفون على مرحلة الإعداد والتربية لهم مواصفات خاصة من التميز الإيماني والتفوق الروحاني، والرصيد العلمي والزاد الثقافي ورجاحة العقل وقوة الحجة، ورحابة الصدر، وسماحة النفس، والخبرات والتجارب الكثيرة، والسياسة الحكيمة، وسوف نركز على أمرين خوفا من الإطالة:
أ- الخبرات والتجارب: