قال - ﷺ -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه» (١).
وقد مثل النبي - ﷺ - المؤمنين في تبادل الرحمة والمودة والعطف بالجسد في
روابطه العضوية، إذا مرض عضو مرضت باقي الأعضاء فقال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالسهر والحمى»(٢).
وهذه من أهم الوسائل التي إذا وصل إليها الداعية أصبحت له سياسة حكيمة في معرفة الناس وتربيتهم وإعدادهم، وعلى الأخ الداعية المربي أن يلم بفقه الدعوة وأسسها وأصولها التي تقوم عليها حتى يسير في دعوته على بصيرة، ولا شك أن فهم هذه الأركان يدخل في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨].
إن فهم أساليب الدعوة ووسائلها يعطي الداعية كفاءة وبصيرة وتزيده إتقانا وخبرة.
سابعا: صفات جيل التمكين:
في مرحلة الإعداد والتربية يهتم المشرفون عليها من الدعاة بصفات جيل التمكين ويعملون على غرسها في نفوس العناصر التي اختيرت لهذه المرحلة؛ لعلمهم اليقيني أن لجيل التمكين صفات خاصة، تميزه عن غيره من الأجيال وسمات يعرف بها، ذلك أنه الجيل الذي يعد ليكون مؤهلا لنصر الله وسببا لإعادة مجد الأمة التي اختارها الله لإعلاء كلمته ونصر دينه وعقيدته، وعندما تبرز صفات جيل التمكين في الصف الإسلامي يكون مؤهلا للتغلب على التحديات التي تواجهه سواء كانت محلية، أو كانت داخلية، أو كانت عالمية، ويمكننا تقسيم صفات جيل التمكين إلى: صفات إيمانية، صفات سلوكية أخلاقية، صفات حركية ودعوية، صفات نفسية.
أ- صفات إيمانية:
(٢) البخاري، كتاب الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم، (١/١٠٣) رقم ٦٠١١.