بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: ٦٢، ٦٣].
٤- العطاء والبذل والجود: وهي صفة بارزة في حياة المؤمن فهي قاعدة المجتمع المؤمن المتكافل المتضامن، عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - «لم يكن يسأل شيئا إلا أعطاه، وقال: فأتاه رجل فسأله فأمر له بشياه كثيرة بين جبلين من شياه الصدقة، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر»(١). ونعم العطاء هذا الذي يجعل البعض يحب الإسلام وأهله ويفتح الأبواب الموصدة والقلوب المغلقة، إن الإيثار على النفس مع الحاجة قمة عليا يجب لمن وصل إلى مرحلة الإعداد والتربية أن يكون له فيها نصيب كبير.
ومراتب الجود والإيثار كثيرة منها:
- الجود بالنفس وهو أعلى المراتب.
- الجود بالعلم وبذله.
- الجود بالنفع بالجاه كالمشي في قضاء مصالح المسلمين.
- الجود بالصبر والاحتمال.
- الجود بالراحة فيتعب في قضاء مصالح غيره.
- الجود بترك ما في أيدي الناس لهم، فلا يلتفت إليه بقلبه ولا يتعرض له بحاله ولا بلسانه وغير ذلك من أنواع الجود.
٥- العفة والاستغناء عن الناس: إنه جيل مرتبط بالله عز وجل لا يعمل إلا لله، ولا يسأل إلا الله، فهو غني بالله ولذلك امتلأت نفوسهم عفة لا يتطلعون إلا إلى فضل الله ولا يرجون إلا رحمة الله: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: ٢٤].
ورضي الله عن ابن عوف عندما عرض عليه أخوه سعد بن الربيع - رضي الله عنه - أن يشاطره ماله وبيته ويتزوج إحدى نسائه فقال له: بارك الله لك في مالك وأهلك ولكن دلني على السوق(٢).
(٢) انظر: أسد الغابة (٢/١٩٦).