لقد علم أن الغنى في قناعة النفس ورضا القلب وغناه عن التطلع لما في أيدي الناس من حظوظ الدنيا.
جـ- الصفات الحركية والدعوية:
١- يجب أن يتولد لدى جيل التمكين شعور ذاتي بمسئولية العمل للإسلام: واستعداد كامل لتلبية حاجات هذه المسئولية من النفس والجهد، فهو لا ينتظر التكليف الحركي لينهض بالأعباء والمسئوليات، وإنما يتولد في أعماقه شعور بالمسئولية ويجري في عروقه إحساس رباني بالتكليف.
فهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عندما التزم بالإسلام تفجرت فيه الذاتية الحركية فذهب إلى بلال بن رباح، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان والزبير بن العوام، ودعاهم للإسلام فأسلموا، وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة مؤمن آل فرعون وكيف قام بدعوة قومه إلى الإيمان بدعوة موسى عليه السلام.
٢- يؤمن بالواقعية والعملية: فهو بعيد عن الغوغائية ويحتكم إلى الحقائق لا إلى الأوهام، ولا ينسى وهو يتطلع إلى السماء أنه واقع على الأرض، فلا يجري وراء خيال كاذب ولا أماني موهومة فيسبح في غير ماء، ويطير بغير جناح، جيل كبير الآمال ولكنه واقعي التفكير، ولا ييأس من روح الله ولا يقنط من رحمة ربه لكنه يعرف حدود قدراته، ودوائر إمكاناته، يراعي سنن الله في كونه كما يراعي أحكامه في شرعه ويتبنى سياسة النفس الطويل والصبر الجميل، يؤمن بالعلم ويحترم العقل، ولا يتبع الظن وما تهوى الأنفس، ويرفض الخرافة.
٣- جيل عمل وبناء جماعي: فلا يقف أبناؤه عند التغني بأمجاد الماضي، ولا عند النواح على هزائم الحاضر، ولا عند التمني لانتصارات المستقبل، إنما يؤمن بالعمل والعطاء والإنتاج، وأن الإيمان الحق ما وقر في القلب وصدقه العمل، وما خلق الله الناس إلا ليعملوا بل ما خلقهم إلا ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك: ٢].


الصفحة التالية
Icon