وقد علموا من حقائق التاريخ وقراءة الواقع أن أهل الباطل يتكتلون حول باطلهم فأولى بأهل الحق أن يتجمعوا حول حقهم ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف: ٤].
لهذا صمموا على أن يبحثوا على أشباههم ممن ينشدون الحق ويرفضون الباطل، ويدعون إلى الخير وينكرون الشر، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فمضوا في طريق العمل الجماعي يعملون في صمت، ويبنون في صبر ويجاهدون بلا كلل، ولا ملل، وعزموا على أن يكونوا متعاونين على البر والتقوى متكاتفين في السراء والضراء.
٤- جيل دعوة وجهاد: كما كان الصحابة من المهاجرين والأنصار لا يشغلهم جهاد عن جهاد ولا ميدان عن ميدان، فهم دائما في صراع متواصل مع الفجرة في الداخل والكفرة في الخارج، لا يلقون سلاحهم ولا يستريحون من كفاحهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
قد ترى أحدهم وهو العربي يقاوم الزحف الشيوعي الأحمر في أفغانستان، وترى آخر وهو أفغاني يقاتل الصرب في البوسنة، فالكفر ملة واحدة ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال: ٧٣].
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: ٧١].
يجاهدون في سبيل الله في كل معركة تطلبهم وبكل سلاح يمكنهم.