٥- جيل توازن واعتدال: فهم متوازنون معتدلون على صراط مستقيم لا يميلون إلى اليمين ولا ينحرفون إلى الشمال، لا يغرقون في الماديات ولا يغرقون في الروحانيات، يعلمون أن لربهم عليهم حقا وأن لأنفسهم عليهم حقا، وأن لأسرهم عليهم حقا، ولمجتمعهم عليهم حقا، فهم يعطون كل ذي حق حقه، غير جانحين إلى الإفراط ولا مائلين إلى التفريط، يأخذون بالعزائم ولا يغفلون الرخص، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.. يبشرون ولا ينفرون، وييسرون ولا يعسرون، ويجادلون بالتي هي أحسن ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥]. يفرقون بين الأصول والفروع، والكليات والجزئيات، والقضايا المصيرية والمسائل الجانبية، ويمزجون بين الروح والمادة، والعقل والقلب، وبين الثبات على الغايات والتطور في الأساليب، بين أداء الواجبات وطلب الحقوق، بين الحرص على القديم والاستفادة من الجديد، فلا ينقطعون عن الماضي ولا ينعزلون عن الحاضر، فرسان بالنهار ورهبان بالليل، لا تلهيهم نافلة عن فريضة ولا فرض عن مثله.
٦- جيل منضبط: يعيش جو الانطلاقة بضوابطه فيتحرك بدعوته وفكره بين الناس مراعيا الضوابط الحركية حتى لا تكون حركة غوغاء، ولا تمنعه الطاعة من إبداء آرائه في جو من الصراحة والوضوح وتتسع صدوره لآراء المخالفين، ولا يجد غضاضة في التنازل عن رأيه إذا استقر رأي الشورى على رأي آخر، يعرف ما الذي يعلن من دعوته فلا يتردد في الجهر به وتعليمه للناس، وما الذي يسر فلا يبوح به ولا لأقرب الناس إليه.
د- الصفات النفسية:
من الصفات النفسية التي يجب أن يتحلى بها جيل التمكين: