لقد تعرض أصحاب رسول الله - ﷺ - لأشد أنواع التعذيب، فإذا كان المشركون الأولون يعذبون أولياء الله بالرمضاء والنار - في بعض الأحيان - فإن تعذيب آلات الكهرباء الطويل أشد، وإذا كان الكفار السابقون يصلبون أولياء الله على الجدران والأخشاب وفي جذوع النخل، فإن أعداء الله يصلبون أولياءه الآن على أعمدة الحديد المتصلة بتيار الكهرباء، وإذا كان أعداء الله كانوا يقلبون أولياء الله على حر الرمضاء ظهرا بربط أيديهم ويجرونهم بالحبال، فإن أعداء الله الآن يسحبون أولياءه بالآلات السريعة كالسيارات في الشوارع ويدخلون الواحد منهم عجلة السيارة بعد أن يضموا رأسه مع رجليه ويديرونها بالآلات وهو مكشوف العورة، ويملأون الأحواض بالماء الساخن في شدة الحر أيام الصيف ويقذفون فيها بالمؤمن مجردا من ثيابه ويبقى فيها الساعات حتى ينسلخ جلده، ويملأونها في أيام الشتاء والبرد القارس بالماء البارد ويلقونه فيها كذلك، ويودعون ولي الله في حجرة ضيقة لنومه وطعامه وشرابه وفضلاته ويجيعون الكلاب المدربة ويضعونها معه في حجرته لتنهش جسمه وتكثر من العواء والنباح على رأسه، ويضربونه بالسياط حتى تسيل الدماء وقد تتجاوز دفعة الضرب في المرة الواحدة خمسمائة سوط ويتركونه حتى يتورم جسمه، ثم يلهبونه بالسياط في مواضع الضرب السابقة ويسيل قيحه وينتن جسمه فلا يسمحون لطبيب يداوي جراحه ويأمرونه مع زملائه من أمثاله بالجري وهم في تلك الحال لمسافات طويلة ومن أظهر التعب ضربوه حتى يغمى عليه أو يموت وهكذا(١).