ب- أنها قائمة بأمر الله:
وهذه الخصيصة بارزة جدا في الوصف النبوي لهذه الطائفة، فهم: (أمة قائمة بأمر الله) واسمهم: «الطائفة المنصورة» في عدد من الأحاديث وقيامهم بأمر الله يعني:
١- أنهم تميزوا عن سائر الناس بحمل راية الدعوة إلى الله، وإلى دينه، وشرعه وسنة نبيه - ﷺ -، والقيام على نشر السنة بين الناس بكل وسيلة ممكنة مشروعة، ودفع الشبهات عنها، وحمل الناس عليه - مهما أمكن ذلك - والرد على مخالفيها من الكفرة والمرتدين والمارقين والمنافقين والجاهلين.
٢- أنهم قائمون بمهمة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر باليد، واللسان، والقلب، معارضون لكل انحراف يقع بين المسلمين، أيا كان نوعه: سياسيًا، أو اجتماعيًا، أو اقتصاديًا، أو عمليًا، أو اعتقاديًا، فهم «أولو البقية» الذين ينهون عن الفساد في الأرض وهم الناجون حتى يهلك الظالمون، قال تعالى: ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: ١١٦].
جـ- أنها تقوم بواجب الجهاد والقتال في سبيل الله:
وقد جاءت الأحاديث النبوية في وصفهم بأنهم:
«يقاتلون على الحق»(١).
أو «يقاتلون على أمر الله»(٢).
وهذا يبين أنها لم تقف عند حد جهاد الكلمة ببيان، والدعوة إليه بالحسنى، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين، بل تميزت -مع ذلك - بالقيام بواجب الجهاد الشرعي في سبيل الله، وقتال أعداء الله من الكفار والمنافقين وغيرهم.
(٢) مسلم، كتاب الإمارة، باب: قوله - ﷺ - «لا تزال طائفة..» (١/١٥٢٤) رقم ١٧٦.