إن تكالب الأعداء من أمم الكفر على أمتنا مزقها وحطم أخلاقها وهتك أعراضها، واستولوا على بلاد المسلمين ونهبوا ثرواتهم وخيراتهم، فهذه المصائب الجسام توجب على أهل السنة، ومن اتصف بصفات الطائفة المنصورة أن يتعارفوا على إخوانهم من بلدان شتى ويتعاونوا مع بعضهم في طريق العمل والدعوة والجهاد، فلابد من تعارف وتعاون من يحملون همَّ الدعوة والجهاد من أهل السنة حتى تتوحد الجهود نحو تحقيق الأهداف.
ويأتي دور العلماء الربانيين والقادة المخلصين في تنسيق الجهود وتحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة المجاهدة، بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله وتعلم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها، والتخلي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف، ومن الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها، وهذا لا يتم إلا في جو من الفرح والغبطة بالنقد الصحيح، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله، ويدل عليه النص من القرآن والسنة، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة(١).
وعلى القيادة الصالحة التي تقود العمل الإسلامي في بلد ما ووصلت إلى مرحلة المغالبة أن تحرص على توثيق التعاون مع القائمين على أمر الدعوة في بلادهم وغيرها من الأقطار الإسلامية، ولابد من تنسيق الجهود، بحيث يكمل بعضها بعضا، ولا تتناقض ولا تتعارض، والتعاون واجب شرعي، لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: ٢].