والتعاون ثمرة من ثمار التعارف بين العاملين في الدعوة الإسلامية ممن حرصوا أن يكونوا ضمن كتائب التغيير الإسلامي، وثمرة من توحيد منهج السير المنضبط بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة، وبذلك تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المسلمين، ويكلل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر، لتجتمع قدرات المسلمين وتتوحد في مواجهة المحن والشدائد المتمثلة في التحديات الكبيرة التي يزخر بها العصر، ولتتناوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها، وشرفها الله لتحمل القيام بها من بين المسلمين، فتقوم كل فئة بما تعجز عنه الأخرى فالتعاون والتناصر يجعل الصف الإسلامي أقوى في إمكاناته وقدراته، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر، وزمان وآخر، وأكثر دقة في توزيع المهمات والواجبات وتوظيف الجهود والقدرات نحو
الهدف المنشود(١).
فعلى الجماعة الإسلامية التي تربت على منهج أهل السنة والجماعة أصولاً وفروعًا، عقيدة وأخلاقًا، فكرًا وتصورًا، عبادة ومعاملة، وحرصت أن تتصف بصفات الطائفة المنصورة، وجهزت كوادرها المتنوعة ووصلت إلى مرحلة المغالبة أن تقود هذه المرحلة بكل دقة وإحكام، وتخطيط وإتقان مستعينة بالواحد الديان، وأن تستوعب الجانب العملي الحركي في الإسلام وأن تقود حركة الجهاد الشاملة وفق أحكام الشريعة.

(١) المصدر السابق نفسه، ص٦٨.


الصفحة التالية
Icon