وأن تحسن إنزال أنواع الجهاد في ميادينها لسد الثغرات المتنوعة وأن هذه الأنواع في مجموعها متكاملة، يقود بعضها إلى بعض، وكل واحد مشروع لتحقيق الهدف الأسمى لدعوة الإسلام، وهو تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى في: الأفراد والجماعات والمجتمعات، وفي داخل النفس وخارجها(١)، غي أن كلا منها يتعامل مع صنف آخر من الأعداء الذين يصدون عن تحقيق ذلك الهدف، فيزيحه من الطريق أو يحد من فاعليته، والكل يلتقي عند جعل العبودية خالصة لله تعالى، ورفع كلمة الله سبحانه في الأرض، وجعلها هي العليا، بأن تكون هي المرجع الوحيد للبشرية في جميع نشاطاتها، ومن هنا كان لكل نوع من تلك الأنواع أهميته الخاصة وكانت حاجة المؤمنين إلى ممارسة كل منها حاجة ماسة.
والجماعة الإسلامية الواعية والتي تسعى أن يكون المجتمع إسلاميًّا وربانيًا لابد أن تجاهد في الله حق جهاده، كما قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ [الحج: ٧٨] وحق الجهاد هو التصدي لكل عدو يقف أمام دعوة الله، وممارسة جميع الأنواع الجهادية بكل حكمة وعقل ورزانة، وتقدير للمصالح والمفاسد، ومعرفة تامة لمقاصد الشريعة والموازنة بين أفضل المصلحتين وأقل الضررين بحيث تسد كل الثغور، ويسد المجال أمام كل عدو، وهذه صفة من الصفات الربانية اللازم ظهورها في الصف المتحرك لتمكين شرع الله والذي يذب ويجاهد من أجل هذا الدين.
لقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والإرشادات الفقهية تبين فضل الجهاد وضرورته وأنواعه.