إن النبي - ﷺ - سار بخطوات ثابتة نحو تحقيق الأهداف، فكانت مسيرته تسير جنبا إلى جنب في بناء العقيدة وتطهير النفوس من أمراضها، وتربيتها بالأخلاق الفاضلة مع الاهتمام بالجوانب الحركية، والتخطيطية والسياسية والإعلامية والجهادية وبناء دولة تحكم شرع الله تعالى، وتسعى لتمكين دينه، فمنذ دخوله المدينة شرع - ﷺ - لتحقيق الأهداف التي هاجر من أجلها، ولذلك رأى من الضروري واللازم إنشاء «دولة إسلامية» على قواعد متينة وأسس راسخة، فكانت أولى خطواته المباركة بناء المسجد الجامع، ثم أصدر الوثيقة للمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والمعاهدة مع اليهود، ولم يمض الوقت طويلا حتى شكل جيشا إسلاميا مجاهدا لحماية الدولة والسعي على تحقيق أهدافها، لقد قدر رسول الله - ﷺ - ظرفه وزمانه ومكانه، واستطاع أن يقود أصحابه نحو التمكين معتمدا على الله تعالى وشارعا في الأخذ بالأسباب الأمنية، والتربوية، والسياسية، والإعلامية والاقتصادية، والعسكرية، وترك لنا معالم نيرة في مغازيه الميمونة، ودروسا عظيمة في كيفية تحقيق النصر على الأعداء والتمكين لدين الله تعالى، فبدأ بالسرايا فحققت أهدافها، ومضى يحاصر قوى البغي والكفر والضلال حتى فتحت مكة، ومن ثم وحدت جزيرة العرب وأثناء ذلك كان يوجه الضربات المحكمة إلى الوثنية في كل مكان وإلى اليهود الذين نقضوا العهود وإلى ملوك الأرض بدعوتهم للإسلام، وتم الفتح الأكبر بفتح مكة الذي ترتب عليه نتائج من أهمها:
١- دخول مكة تحت نفوذ المسلمين وزوال دولة الكفر وانطلقت كتائب الإسلام بعد ذلك لتحطيم بعض الجيوش في حنين والطائف، ومن ثم إلى العالم أجمع.
٢- تطهير الكعبة من الأصنام وإنهاء الوثنية في مكة بعد أن دمرت أصنام القلوب وأصلحت العقائد الفاسدة والتصورات المنحرفة.


الصفحة التالية
Icon