أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى فما نفعه من ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان إنما منشؤه ومرباه فراشك وفي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلله، وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه، لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم
يشأ لم يكن) (١).
وقال البيقاعى (٢) رحمه الله: (ونمكن أي نوقع التمكين لهم في الأرض أي كلها لا سيما أرض مصر والشام، بإهلاك أعدائهم وتأييدهم بكليم الله، ثم الأنبياء من بعده عليهم الصلاة والسلام بحيث سلطهم بسببهم على من سواهم بما يؤيدهم به من الملائكة وتظهر لهم من الخوارق، ولما ذكر التمكين، ذكر أنه مع مغالبة الجبابرة إعلامًا بأنه أضخم تمكين) (٣).

(١) انظر: تفسير ابن كثير (٣/٣٩٢).
(٢) هو برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البيقاعى صاحب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، توفى عام ٨٨٥هـ. انظر: مقدمة تفسيره.
(٣) تفسير البيقاعي (٥/٤٦٤، ٤٦٥).


الصفحة التالية
Icon