قال سيد قطب - رحمه الله -: «وجاهد الإسلام.. لتقرير حرية العقيدة - فقد جاء الإسلام بأكمل تصور للوجود والحياة، وبأرقى نظام لتطور الحياة، جاء بهذا الخير ليهديه إلى البشرية كلها ويبلغ إلى أسماعها وإلى قلوبها، فمن شاء بعد البيان والبلاغ فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولا إكراه في الدين، ولكن ينبغي قبل ذلك أن تزول العقبات من طريق إبلاغ هذا الخير للناس كافة كما جاء من عند الله للناس كافة، وأن تزول الحواجز التي تمنع الناس أن يسمعوا وأن يقتنعوا وأن ينضموا إلى موكب الهدى إذا أرادوا، ومن هذه الحواجز أن تكون هناك نظم طاغية في الأرض تصد الناس عن الاستماع إلى الهدى وتفتن المهتدين أيضا، فجاهد الإسلام ليحطم هذه النظم الطاغية وليقيم مكانها نظاما عادلا يكفل حرية الدعوة إلى الحق في كل مكان، وما يزال هذا الهدف قائما وما يزال الجهاد مفروضا على المسلمين ليبلغوه وإن كانوا مسلمين».
هذه بعض أهداف الجهاد التي تتحقق عند إقامة هذه الفريضة(١).
ب- بعض ثمرات إقامة الجهاد في سبيل الله:
إن ثمرات إقامة الجهاد في سبيل الله كثيرة منها:
١- إعزاز المسلمين وإذلال الكافرين:
إن الجهاد في سبيل الله يعد قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووصف المولى عز وجل هذه الأمة بصفات القيادة الرشيدة في قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [آل عمران: ١١٠].
قال القرطبي - رحمه الله - قوله: ﴿تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ مدح لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به، فإذا تركوا التغيير وتواطأوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم وكان ذلك سببا لهلاكهم(٢).

(١) في ظلال القرآن (٣/٢٩٤).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (٤/١٧٣).


الصفحة التالية
Icon