إن تطبيق الشريعة الإسلامية يحقق نتائج طيبة في حياة المسلمين، ومن هذه النتائج تهذيب النفس من الشرور والآثام وترويضها على الخير، لذا كان الوازع الديني ثمرة من ثمارها يمنع من ارتكاب الجريمة، ويحاسب النفس عليها، ويكون ماثلا أمام العين مما يجعل النفس تخشى الله وتتقيه دائما وأبدا، كما أنها تحقق المساواة بين المسلمين في الحقوق والواجبات وتنشر العدالة في الدولة الإسلامية لجميع ساكنيها، كما أن في تطبيقها نزول البركة، وتوالي النعم، إذ ليس هنالك طريق مستقل لحسن الجزاء في الآخرة، وطريق مستقل لصلاح الحياة في الدنيا إنما هو طريق واحد، تصلح به الدنيا والآخرة، وفي تطبيقها بركات في النفوس وبركات في المشاعر وبركات في طيبات الحياة، فالبركة قد تكون مع القليل إذا أحسن الانتفاع به، ومن نتائج تطبيقها بناء مجتمع إسلامي معتز بدينه وعقيدته بما التزمه من سلوك مصدره كتاب الله وسنة رسوله - ﷺ -، ففيهما المواد اللازمة لبناء الفرد المسلم والجماعة المسلمة والأمة المسلمة والدولة المسلمة، كما أن من النتائج حفز الهمم، وبعث النفوس إلى الأخذ بأسباب العلم والحضارة والرقي والتقدم لما تضمنته تلك الشريعة من الدعوة إلى الحياة كما أنها تتضمن نبذ عفن الحياة الحضاري لمجتمعات الرذيلة أيا كانت وأينما وجدت(١).
ب- الحاكم الصالح:
إن الحاكم إذا كان صالحا، مستوفيا للصفات الشرعية، فإنه يكون إحدى الدعائم القوية التي تشد من أزر دولة الإسلام وتعينها على القيام بوظائفها السامية خير قيام، استجلابا للخير ودفعا للشر.