وقال الشيخ شلتوت(١) - رحمه الله -: «أما الشورى فهي أساس الحكم الصالح، وهي السبيل إلى تبين الحق، ومعرفة الآراء الناضجة، أمر بها القرآن، وجعلها عنصرًا من العناصر التي تقوم عليها الدولة الإسلامية، ففي الكتاب الكريم سورة عرفت باسم: (الشورى) وقد سميت بذلك لأنها السورة الوحيدة التي قررت الشورى عنصرًا من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة، ونظمتها في عقد، حباته طهارة القلب والإيمان والتوكل، وطهارة الجوارح من الإثم والفواحش، ومراقبة الله بإقامة الصلاة وحسن التضامن بالشورى»(٢).
وقال الشيخ محمد أبو زهرة(٣) - رحمه الله -: «أما الشرط الثالث فهو أن يكون الاختيار بشورى المسلمين، والأصل في ذلك هو أن الحكم الإسلامي في أصل وضعه شورى، لقوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ﴾ ولالتزام النبي - ﷺ - في عامة أموره التي كانت تهم المسلمين، ولم ينزل فيها وحي... وإذا كان الحكم الإسلامي في أصله شوريا فلابد أن يكون الاختيار شوريا أيضا، لأنه لا يمكن أن يكون الحكم شوريا ويكون الخليفة مفروضا بحكم الوراثة، إذ إن الوراثة والشورى نقيضان لا يجتمعان في باب واحد»(٤).

(١) هو أحد علماء مصر المشهورين، وشيخ الأزهر الشريف، له مؤلفات كثيرة في الفقه والتفسير والثقافة العامة، توفي عام ١٩٦٤هـ.
(٢) الإسلام عقيدة وشريعة، ص٤٥٨، ٤٥٩.
(٣) هو الشيخ الجليل محمد أبو زهرة أحد فحول علماء مصر المعدودين، كان جريئًا في الحق، مدافعًا عن الإسلام، لا يخشى في ذلك لومة لائم، له مصنفات كثيرة في الفقه والأصول وتاريخ التشريع، ومن كتبه علم أصول الفقه، والإمام مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وابن حزم، وابن تيمية، وتاريخ المذاهب الإسلامية.
(٤) تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد، ص٩٣، ٩٤.


الصفحة التالية
Icon