وقال الأستاذ محمد رشيد رضا - رحمه الله - في تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ﴾: «أي في الأمر العام الذي هو سياسة الأمة، في الحرب والسلم، والخوف والأمن، وغير ذلك من مصالحهم الدنيوية، أي أدام المشاورة وواظب عليها كما فعلت قبل الحرب في هذه الموقعة (غزوة أحد) وإن أخطأوا الرأي، فإن الخير كل الخير في تربيتهم على العمل بالمشاورة دون العمل برأي الرئيس وإن كان صوابا، لما في ذلك من النفع لهم في مستقبل حكومتهم إن أقاموا هذا الركن العظيم (المشاورة)، والخطر على الأمة في تفويض أمرهم إلى الرجل الواحد أشد وأكبر»(١).
وقال سيد قطب - رحمه الله -: «وبهذا النص الجازم ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ﴾ يقرر الإسلام هذا المبدأ في نظام الحكم - حتى ومحمد رسول الله - ﷺ - هو الذي يتولاه - وهو نص قاطع لا يدع للأمة المسلمة شكا في أن الشورى مبدأ أساسي، لا يقوم الإسلام على أساس سواه»(٢).

(١) تفسير المنار (٤/١٦٦).
(٢) في ظلال القرآن (٤/٥٠١).


الصفحة التالية
Icon