وفي مجال المساواة بين الناس أمام القضاء، وأحكام الإسلام نكتفي بهذا الموقف، كان عمر فيه أحد أطراف النزاع أمام القاضي وتفصيل ذلك أنه: «أتى رجل من أهل مصر عمر بن عبد العزيز، فقال له: يا أمير المؤمين، إن عبد العزيز - يقصد والد عمر - أخذ أرضي ظلما، قال: وأين أرضك يا عبد الله؟ قال: حلوان، قال عمر: أعرفها ولي شركاء - أي شركاء في حلوان - وهذا الحاكم بيننا، فمشى عمر إلى الحاكم فقضى عليه، فقال عمر: قد أنفقنا عليها، قال القاضي: ذلك بما نلتم من غلتها، فقد نلتم مثل نفقتكم، فقال عمر: لو حكمت بغير هذا ما وليت لي أمرا أبدا، وأمر بردها »(١).
وكان عمر يقيم وزنًا لمبدأ المساواة بين المسلمين، حتى في الأمور العامة، ومن ذلك أمره بأن لا يُخص أناس بدعاء المسلمين، والصلاة عليهم، فكتب إلى أمير الجزيرة يقول: «... وقد بلغني أن ناسًا من القصاص قد أحدثوا صلاة على أمرائهم، عدل ما يصلون على النبي - ﷺ -، فإذا جاءك كتابي هذا، فمر القصاص، فليجعلوا صلاتهم على النبي - ﷺ - خاصة، وليكن دعاؤهم للمؤمنين والمسلمين عامة، وليدعوا ما سوى ذلك»(٢).
(٢) سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ص٢٧٣.