نعني بالحرية في نظر الإسلام ممارسة الأفراد لكل حق من الحقوق الشخصية (الجانب المادي) والفكرية (الجانب المعنوي) التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة وتعاليمها، ولا تصطدم مع المصالح الجماعية، ولا تتنافى مع الآداب الاجتماعية(١).
لذا فالحرية العامة للإنسان من الأمور الأساسية في حياته، فهي جزء لا يتجزأ من تكوينه النفسي وتركيبه السلوكي منذ أن وجد، ولكن الدنيا لم تعرف حرية بالمعنى الذي جاءت به رسالة الإسلام(٢)، فالحرية في الإسلام لا تحتاج إلى أي تحديد من السلطة أو اعتراف، ولا يحتاج المسلم للوصول إلى حريته العامة إلى اتخاذ أي إجراء، إذ كفل الإسلام حق المسلم في الحرية فكانت أحد مبادئ الحكم التي أقرها الإسلام، ولقد حرص رسول الله - ﷺ - والخلفاء الراشدون من بعده على تطبيق هذا المبدأ، بمنح المسلمين وغيرهم حقهم في الحرية، وتربية الأمة على ذلك(٣).
حقوق الأفراد:
إن لكل فرد في الدولة الإسلامية حقوقا، وقد كفل الإسلام هذه الحقوق وطالب المسلمين بالحفاظ عليها، مادام الفرد واحدا من رعية الدولة الإسلامية، أي مواطنا فيها، سواء أكان مسلما أو كتابيا التزم بدستور الدولة، وخضع لنظامها العام، ولم يتمرد أو يخرج عن الدولة(٤).
١- حق الحياة:
(٢) انظر: الإسلام تربية الإنسان، إبراهيم سعادة، ص١٣٩.
(٣) انظر: إدارة عمر بن عبد العزيز، ص٣٠٩.
(٤) انظر: نظام الحكم في الإسلام، د. عارف خليل، ص١٥١.