وفي شأن البر والبحر، وأنهما مما سخر الله لعباده لابتغاء فضله، ولحرية الكسب فيهما يقول: «وأما البحر فإنا نرى سبيله سبيل البر، قال سبحانه: ﴿اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ [الجاثية: ١١] فأذن فيه أن يتجر فيه من شاء، وأرى أن لا نحول بين أحد من الناس وبينه - يقصد البحر - فإن البر والبحر لله جميعا، سخرهما لعباده يبتغون فيهما من فضله، فكيف نحول بين عباد الله وبين معايشهم»(١).
٣- حرية النقد والحرية الشخصية:
إن المجتمع الإسلامي في أصله كالجسد الواحد قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ٧١].
وفي السنة النبوية طائفة من الأحاديث توجب على الأفراد محاسبة السلطة ونصحها، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك
أضعف الإيمان»
(٢).

(١) المصدر نفسه، ص٨٢.
(٢) مسلم بشرح النووي، (٢/٢٢).


الصفحة التالية
Icon