إن الإسلام احترم الإنسان وقدره وأعطاه ما يضمن له حريته الشخصية، من حرية التنقل، فله أن ينتقل من مكان إلى آخر، وأن يخرج من البلاد ويعود إليها دون أن يكون هناك أي قيد على هذا التنقل، إلا ما تقتضيه مصلحة البلاد كمنع السفر دخولاً وخروجًا حين انتشار الوباء، وفقا لحديث الرسول - ﷺ -: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منه»(١).
ومن الحريات الشخصية التي كفلها الإسلام لكل فرد في الدولة حق الأمن، فلا يجوز في نظر الشريعة حبس شخص إلا بسبب جريمة تستحق العقوبة، لأن الأصل في هذه الحالات أن الإنسان برئ حتى تثبت إدانته، فالمسكن مصون في الإسلام، فلا يجوز اقتحامه من غير استئذان إلا عند الضرورة(٢)، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ [النور: ٢٧].

(١) البخاري، كتاب الحيل، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون (٨/٢٨) رقم ٦٩٧٣.
(٢) انظر: نظام الحكم في الإسلام، د. عارف خليل، ص١٥٥.


الصفحة التالية
Icon