فالأولى في قتال من بدأ المسلمين بالظلم، والثانية استغرقت كل فتنة وكل كفر من كافر، فالقتال فيها محاربة للكفر الذي يعتبر أكبر تهديد للدين، ولهذا «كله» بالتأكيد الحصري(١).
وقد روى أبو بكر الصديق عن رسول الله - ﷺ - قوله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله» وقال أبو بكر - رضي الله عنه -: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله - ﷺ - لأقاتلنهم على منعه»(٢).
وهو قتال من أجل نشر الدعوة للدين، وقال - ﷺ -: «من بدل دينه فاقتلوه» (٣) وهو من أجل حفظ الدين من عبث المرتدين.
٢- النفس:
جاءت شريعة الإسلام بأحكام القصاص للمحافظة على النفس، ودرء المفاسد الناشئة عن شيوع القتل وسفك الدماء المحرمة، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ [البقرة: ١٧٨].
وقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٩]
وقال تعالى: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ
مَنْصُورًا﴾
[الإسراء: ٣٣].
٣- العقل:

(١) انظر: الحكم والتحاكم في خطاب الوحي (١/٤٦٦).
(٢) مسلم، كتاب الإيمان، باب: الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله (١/٥١) رقم ٣٢.
(٣) البخاري، كتاب الجهاد، باب: لا يعذب الله، فتح الباري (٦/١٧٣).


الصفحة التالية
Icon