إن الدولة الإسلامية من واجبها أن تهيئ جوا تنشأ فيه مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال من الطهر والعفاف والنقاء، تحرسه شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحميه شعيرة الحسبة، والدعوة إلى الله، لتكون أساسا للمعاملة بين الصغير والكبير، والغني والفقير، والولي والمولى، والراعي والرعية.
إن إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وتعليم الأمة أمر دينها يترتب عليه فوائد ومصالح عامة للأمة والأفراد، والحكام والمحكومين، ومن أهم هذه الفوائد:
١- إقامة الملة والشريعة وحفظ العقيدة والدين لتكون كلمة الله هي العليا:
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ﴾ [الحج: ٤٠].
إن الإنسان لابد له من أمر ونهي ودعوة، فمن لم يأمر بالخير ويدعُ إليه أمر بالشر(١).
٢- رفع العقوبات العامة:
قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠] وقال أيضا في الجواب عن سبب مصابهم يوم أحد: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٦٥].
فالكفر والمعاصي بأنواعها سبب للمصائب والمهالك.
وقال تعالى: ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ﴾ [هود: ١١٦].
وقال: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ [هود: ١١٧].