وهذه إشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الأمم، فإن الأمة التي يقع فيها الظلم والفساد فيجدان من ينهض لدفعهما هي أمم ناجية لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير، أما الأمم التي يظلم فيها الظالمون، ويفسد فيها المفسدون فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد، أو يكون فيها من يستنكر ذلك، ولكنه لا يبلغ أن يؤثر في الواقع الفاسد فهي أمم مهددة بالدمار والهلاك كما هي سنة الله تعالى في خلقه. وبهذا تعلم أن دعاة الإصلاح المناهضين للطغيان والظلم والفساد هم صمام الأمان للشعوب، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين للخير والصلاح الواقفين للظلم والفساد، إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب، إنما هم يحولون بهذا دون أممهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع»(١).
٣- استنزال الرحمة من الله تعالى، لأن الطاعة والمعروف سببان للنعمة:
قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧]. والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوع من العبودية لله.
٤- شد ظهر المؤمن وتقويته ورفع عزيمته وإرغام أنف المنافق:
فإن المؤمن يقوى ويعتز حينما ينتشر الخير والصلاح ويوحد الله لا يشرك به وتضمحل المنكرات على إثر ذلك، بينما يخنس المنافق بذلك ويكون ذلك سببا لغمه وضيق صدره وحسرته، لأنه لا يحب ظهور هذا الأمر ولا ذيوعه بين الخلق(٢).
قال الثوري - رحمه الله -: «إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق»(٣).
٥- تحقيق وصف الخيرية في هذه الأمة:

(١) في ظلال القرآن (٤/١٩٣٣).
(٢) انظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خالد السبت، ص٧٧.
(٣) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للخلال، ص٦٧.


الصفحة التالية
Icon