وإن لم ترد مثل هذه الكلمات فإنها تكون مفهومة ضمنا بحيث يظل الجهاد في الإسلام جهادا في سبيل الله «فقط» وليس في سبيل شيء آخر(١).
وقد سئل رسول الله - ﷺ - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (٢). إن الجهاد في سبيل الله له أهداف من أهمها: إقامة حكم الله ونظام الإسلام في الأرض، دفع عدوان الكافرين، نيل الشهادة في سبيل الله، تصفية الصف الإسلامي من عناصر الإفساد، كما أن له ثمرات: إعزاز المسلمين وإذلال الكافرين، وحدة صفوف المسلمين، هداية المجاهدين وتسديد خطواتهم، دخول الناس أفواجا في هذا الدين، التزام المسلمين بالإسلام، والحرص على حمايته، وعدم التفريط فيه، إسعاد الناس بنور الإسلام
وعدله ورحمته.
أ- أهداف الجهاد في الدولة الإسلامية:
إن الغاية العليا للجهاد في سبيل الله هي إعلاء كلمة الله لتحقيق عبادته وحده لا شريك له، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ - مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: ٥٦-٥٨]. ومفهوم العبادة شامل لنشاط الإنسان كله ويفسر ذلك قوله سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٣، ١٦٤].
(٢) الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يقاتل رياء (٤/١٧٩).