وفي رواية مسلم(١): "أن اليهود حمموا وجه الزاني وجلدوه ولما سألهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم فقال: "أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟" قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف، والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم.."(٢).
وفي سفر التثنية من التوراة جاء في شأن حد الزاني النص الآتي: (ولكن كان هذا الأمر صحيحا لم توجد عذرة الفتاة، يخرجون الفتاة إلى باب بيت أبيها ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت، لأنها عملت قباحة في بني إسرائيل بزناها في بيت أبيها، فتنزع الشر من وسطك.
وإذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة، فتنزع الشر من إسرائيل.
إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة فاضطجع معها فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وارجموها بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك"(٣).
ب- العدل عند اليهود مع غيرهم من الأمم:

(١) هو مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أحد أئمة الحديث ومشاهيره، ولد عام (٢٠٤) وتوفى عام (٢٦١هـ) وصحيح مسلم يحتل المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري، انظر: تهذيب الأسماء للنووي (٢/٨٩).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب الحدود، باب رجم اليهود، أهل الذمة في الزنى، (٣/١٣٢٧) رقم الحديث (١٧٠٠).
(٣) تثنية: إصحاح (٢٢) فقرة (٢٠-٢٥).


الصفحة التالية
Icon