وفي أسفار التوراة المحرفة ما يشي بهذا المسك الذي انتهجه يهود تجاه الأمم الأخرى: ففي (سفر الخروج) ضمن الوصايا العشر التي يزعمون أن موسى -عليه السلام- تلقاها من ربه: (لا تشهد على قريب شهادة زور، ولا تشته بيت قريبك لا تشته امرأة قريبك، ولا أمته ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئا مما لقريبك)(١). فمفهوم قوله (قريبك) في هذا النص، أن غير القريب يجوز لهم اشتهاء امرأته وبيته و... وقد فهم اليهود هذا الفهم، ونص (التلمود)(٢) على ذلك كما سيأتي ذكر نصوص منه.
وفي (سفر التثنية) إباحة التعامل بالربا مع غير اليهود، وتحريمه على اليهودي: (للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا)(٣) بل يمنع التلمود إقراض غير اليهودي إلا بربا: (غير مصرح لليهودي أن يقرض الأجنبي إلا بالربا)(٤) ولقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أنه نهاهم عن أكل الربا وأكل أموال الناس بالباطل وأنهم لما خالفوا وظلموا وأكلوا الربا حرم عليهم بعض الطيبات التي كانت حلالا عقوبة لهم في الدنيا، قال تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا *وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء: ١٦٠-١٦١].

(١) سفر الخروج: إصحاح (٢)، فقرة (١٦-١٧).
(٢) التلمود: وهو الكتاب الذي يحتوى على التعاليم اليهودية والتشريعات، يزعم اليهود أن موسى -عليه السلام- عندما تلقى التوراة مكتوبا تلقى معه التلمود مشافهة وهو تفسير للتوراة وهو ندهم أقدس منها (أي، بي، برانيتس، فضح التلمود: ٢١).
(٣) خروج: إصحاح (٢٠) فقرة (١٦-١٧).
(٤) الكنز المرصود في قواعد التلمود: ترجمة د. يوسف نصر (٩٠).


الصفحة التالية
Icon