ولأهمية بيان عناية الإسلام بهذا الجانب وتأكيده عليه، فسأذكر بعض ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة، وأئمة السلف من الصحابة وغيرهم مع ذكر أقوال بعض المفسرين حول آيات التيسير ورفع الحرج وقبل أن أبدأ في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة أذكر تعريفا موجزًا للتيسير ورفع الحرج فأقول:
المبحث الأول
تعريف اليسر والوسع في اللغة والاصطلاح
أ- اليسر والوسع في اللغة:
قال ابن منظور في تعريف اليسر: (اليسر: اللين والانقياد، والميسرة: السعة والغني وتيسر الشيء واستيسر: تسهل، واليسر: ضد العسر)(١).
ب- في الاصطلاح (عند المفسرين والعلماء):
وذكر الزمخشري -رحمه الله-: في تعريف اليسر والوسع: (إن الوسع هو ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه، ولا يحرج فيه، فالله لا يكلف النفس إلا ما يتسع فيه طوقها، وتيسير عليها دون مدى غاية الطاقة والمجهود، فقد كان في طاقة الإنسان أن يصلي أكثر من الخمس، ويصوم أكثر من شهر ويحج أكثر من حجة)(٢).
وذكر القاسمي في تفسيره أن اليسر: (عمل لا يجهد النفس ولا يثقل الجسم)(٣). وقال الدكتور صالح بن حميد: (إن اليسر والوسع: ما يقدم عليه الإنسان من غير أن يلحقه مشقة زائدة، ومن غير أن يحتاج لبذل كل ما لديه من طاقة ومجهود)(٤).
المبحث الثاني
رفع الحرج
أ- في اللغة: الحرج: (أضيق الضيق، وحرج فلان على فلان: إذا ضيق عليه)(٥).
ب- في الاصطلاح: (كل ما أدى إلى مشقة زائدة في البدن أو النفس أو المال حالا أو مآلا)(٦).
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله:
(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [الحج: ٧٨].
(توسعة الإسلام، ما جعل الله من التوبة والكفارات)(٧).

(١) لسان العرب (٥) كتاب (رز) باب يسر: (٢٥٩).
(٢) الكشاف (١/٤٠٨).
(٣) القاسمي (٣/٤٢٧).
(٤) رفع الحرج في الشريعة (٤٦).
(٥) لسان العرب (٢) كتاب (ج، ح) باب (حرج) (٢٣٣).
(٦) رفع الحرج في الشريعة الإسلامية (٤٧).
(٧) تفسير الطبري (١٧/٢٠٦).


الصفحة التالية
Icon