هذه أهم أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية، ومن خلال هذا التفسير تبينت معان لها أهميتها عند الحديث عن منهج القرآن في تقرير الوسطية في مباحث قادمة.
ثانيا: كلمة (الوسطي):
وقد وردت هذه الكلمة في قوله في سورة البقرة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) [البقرة: ٢٣٨].
ومن أقوال المفسرين في هذه الآية نجد أن لها علاقة بمعنى الوسط حيث سنبين سبب تسميتها بذلك، هل لأنها متوسطة بين الصلوات أو لأنها أفضل الصلوات أو لكليهما معًا؟ دون الوقوف عند أي الصلوات هي، وما سيرد في هذه المسألة فهو لإيضاح المعني فقط.
١- ذكر الإمام الطبري أقوال العلماء في الصلاة الوسطى، وأطال في ذكر أدلة من قال: إن الصلاة الوسطي هي العصر، ثم قال بعد أن رجح أن الصلاة الوسطي هي العصر: وإنما قيل لها الوسطي: لتوسطها الصلوات المكتوبة الخمس، وذلك أن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين، وهي بين ذلك وسطاهن والوسطي: الفعلي من قول القائل: وسطت القوم أوسطهم (وسطة) ووسوطا، إذا دخلت وسطهم، ويقال للذكر فيه: هو أوسطنا، وللأنثى: هي وسطانا(١).
وعندما ذكر من قال: إن الوسطي هي صلاة المغرب، عقب الطبري على هذا القول وقال: إن أصحابه وجهواقوله: (الوسطى) إلى معنى التوسط، الذي يكون صفة للشيء يكون عدلا بين الأمرين، كالرجل المعتدل القامة، الذي لا يكون مفرطا طوله، ولا قصيرة قامته، ولذلك قال: ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها، والذين ذهبوا إلى أن الصلاة الوسطي هي المغرب، قالوا: ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها، ولا تقتصر في السفر وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يؤخرها عن وقتها ولم يعجلها(٢).

(١) انظر: تفسير الطبري: (٢/٥٦٧).
(٢) نفس المصدر (٢/٥٦٤).


الصفحة التالية
Icon