أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أرسل معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- قال لهما: "يسرًا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفر"(١).
وأخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدين يسر ولن يشاد ا لدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا"(٢).
روت عائشة -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا"(٣).
وفي مسند الإمام أحمد، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره"(٤)،
وأهل الكتاب يعلمون أنه -صلى الله عليه وسلم- قد بعث بالتخفيف واليسر ولهذا لما زني رجل منهم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف إلى آخر القصة التي أنكروا فيها الرجم في شريعتهم(٥).
ب- أحاديث تدل على خشيته -صلى الله عليه وسلم- أن يكون قد شق أمته:
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جملة أحاديث تدل على شفقته التامة على أمته، وخشيته أن يكون قد جلب عليها ما يعنتها أو يشق عليها وتجنبه كل طريق يؤدي إلى ذلك وإليك بعض منها:

(١) البخاري، فتح الباري، كتاب الآداب، باب يسروا ولا تعسروا (١/٥٤١).
(٢) البخاري، فتح الباري، كتاب الإيمان، باب يسر الدين (١/١١٦).
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الطلاق، باب تخبير طلاق امرأته لا يكون إلا بالنية (٢/١١٠٤) رقم (٤٧٨).
(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/١٨)، رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(٥) انظر: جامع الأصول لابن الأثير: (٣/٥٤٥).


الصفحة التالية
Icon