١- كان معاذ بن جبل(١) -رضي الله عنه- يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي فيؤم قومه، فصلي ليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أتى قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتين رسول الله فلأخبرنه، فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: إنا أصحاب نواضح – وهي الإبل التي يستقي عليها –نعمل بالنهار، وإن معاذا صل معك العشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على معاذ فقال: "يا معاذ أفتان أنت؟ اقرأ بكذا" وفي الرواية الأخرى: "سبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى والضحى"(٢).
٢- جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، يقول راوي الحديث – وهو أبو مسعود الأنصاري(٣)- فما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ، فقال: "أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة"(٤).
(٢) صحيح مسلم مع النووي: كتاب الصلاة، باب تخفيف الأئمة، (٤/١٨١-١٨٢).
(٣) هو الصحابي الأنصاري أبو مسعود عقبة بن عمرو بن عمرو بن ثعلبة الخزرجي -رضي الله عنه- المشهور بكنيته شهد العقبة، واختلف في شهوده بدرا، وقد شهد أحدا وما بعدها، ونزل الكوفة، وكان من أصحاب علي و استخلفه مرة على الكوفة، مات بعد سنة أربعين للهجرة، الإصابة (٢/٢٨٤).
(٤) صحيح مسلم مع النووي، كتاب الصلاة –باب تخفيف الأئمة- (٤/١٨٤).