ويقول أيضًا: "إياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق"(١).
هؤلاء هم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا هو منهجهم رسوخ في العلم وبعد عن التكلف وصلاح في القلوب ومقاومة للتنطع والتشدد لقد كانوا على الهدى المستقيم والطريق الواضح.
٢- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كنا عند عمر -رضي الله عنه- فسمعته يقول: "نهينا عن التكلف"(٢).
قال الدكتور صالح بن حميد: (هذه الصيغة وإن كان لها حكم المرفوع، غير أنها تدل على أن البعد عن التكلف هو منهج عمر وغيره من الصحابة)(٣)، وقد مر عمر -رضي الله عنه- في طريق فسقط عليه شيء من ميزاب، فقال رجل مع عمر: (يا صاحب الميزاب، ماؤك طاهر أو نجس؟ فقال عمر -رضي الله عنه-: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا، ومضى)(٤).
ب- التابعين:
نهج التابعون -رضي الله عنه- نهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام علما وعملا وتوجيها وإرشادًا واقتداء، ولقد كان من طريقهم البعد عن الشدة والتكلف والأخذ باليسير من الأمر وإليك أمثلة من أقوالهم.
١- قال الإمام الشعبي -رحمه الله-: (إذا اختلف عليك أمران فإن أيسرهما أقربهما إلى الحق(٥) لقوله تعالى:
(يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: ١٨٥](٦).
٢- وقال معمر(٧)
(٢) انظر: إغاثة اللهفان (١/١٥٩)، ورفع الحرج (٨٨).
(٣) انظر: رفع الحرج (٨٨).
(٤) انظر: إغاثة اللهفان (١/١٥٤)، ورفع الحرج (٨٩).
(٥) انظر: تفسير القاسمي (٣/٤٢٧).
(٦) القاسمي (٣/٤٢٧).
(٧) هو معمر بن راشد أبو عمرو البصري، نزل اليمن، سمع قتادة والزهري، وغيرهما وروى عنه عبد الرازق الصنعاني وغيره، ثقة، ثبت فاضل، مات -رحمه الله-: سنة ثلاث وخمسين ومائة.
انظر: التاريخ الكبير (٧/٣٧٨)، وميزان الاعتدال (٤/١٥٤).