وسفيان الثورى(١): (إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد)(٢).
٣- وقال إبراهيم النخعي(٣): (إذا تخالجك أمران فظن أن أحبها إلى الله أيسرهما)(٤) فإن المتأمل لهذه الآثار من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة يلحظ أن هذا المعنى غائب عن واقع وفهم كثير من المسلمين، وقليل منهم من يدرك هذه الحقيقة ويتعامل معها، حيث إنه يوجد هناك من لو سئل عن هذا الأمر لأجاب الإجابة الصحيحة، ولكن عند التأمل في واقعه وتعامله والتزامه ومنهجه لا نجد إلا الإفراط أو التفريط.
والعجب أن بعض هؤلاء كأنه أغير على دين الله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل من الله جل وعلا الذي يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [الحج: ٧٨]، ويقول تعالى: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: ١٨٥]، ويقول: (يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: ٢٨].

(١) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء في زمانه، مات -رحمه الله-: سنة إحدى وستين ومائة، انظر: الجرح والتعديل (١/٥٥)، وتاريخ بغداد (٧/١٥١).
(٢) رفع الحرج (٩٢) انظر: جامع بيان العلم وفضله (٢٨٥).
(٣) هو الإمام التابعي إبراهيم بن يزي بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي من أكابر التابعين صلاحا وصدقا، ورواية وحفظا للحديث، عاش بالكوفة، وكان إماما مجتهدا له مذهب خاص توفى سنة (٩٦هـ) تهذيب التهذيب (١/١٧٧)، وحلية الأولياء (٤/٢١٩).
(٤) انظر: رفع الحرج (٩٢) والآثار لأبي يوسف (١٩٦).


الصفحة التالية
Icon