٣- وقال القاسمي(١) في تفسيره: (الصلاة الوسطي: أي الوسطي بين الصلوات، بمعنى المتوسطة، أو الفضلى منها، من قولهم للأفضل: الأوسط.
فعلى الأولى يكون الأمر لصلاة متوسطة بين صلاتين، وهل هي: الصبح، أو الظهر، أو العصر، أو المغرب، أو العشاء، أقوال مأثورة عن الصحابة والتابعين.
وعلى الثاني: فهي صلاة الفطر أو الأضحى أو الجماعة أو صلاة الخوف أو الجمعة أو المتوسطة بين الطول والقصر، أقوال أيضًا عن كثير من الأعلام.
ثم قال: سنح لي –عرض لي- وقوي بعد تمعن احتمال قوله تعالى: (وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) بعد قوله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) لأن يكون إرشادًا وأمرًا بالمحافظة على أداء الصلاة أداء متوسطًا، لا طويلا، ولا مملا، ولا قصيرًا مخلا، أي: والصلاة المتوسطة بين الطول والقصر، ويؤيده الأحاديث المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في ذلك قولا وفعلا.

(١) هو محمد جمال الدين أبو الفرج بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر، المعروف بالقاسمي، الفقيه الأصولي المفسر المحدث، الأديب المتقن، من أعلام الشام ولد عام ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وتوفى في سنة ١٣٣٢هـ، انظر ترجمته في مقدمة كتابه قواعد التحديث: (١١).


الصفحة التالية
Icon