ثم مر بي في القاموس حكاية هذا قولا، حيث ساق في مادة (وسط) الأقوال في الآية، ومنها قوله: أو المتوسطة بين الطول والقصر، قال شارحه الزبيدي(١)، وهذا القول رده أبو حيان(٢) في البحر المحيط، ثم سنح لي احتمال وجه آخر، وهو أن يكون قوله: (وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) أريد بها وصف الصلاة المأمور بالمحافظة عليها بأنها فضلى، أي ذات فضل عظيم عند الله، فالوسطي بمعني الفضلى من قوله للأفضل الأوسط(٣).
٤- أما محمد رشيد رضا –رحمه الله- فقال: (والصلاة الوسطي هي إحدى الخمس، والوسطي مؤنث الأوسط ويستعمل بمعنى التوسط بين شيئين أو أشياء لها طرفان متساويان، وبمعني الأفضل، وبكل من المعنيين قال قائلون، ولذلك اختلفوا في أي الصلوات أفضل، وأيتها المتوسطة)(٤).
(١) هو محمد بن محمد بن مرتضي، لغوي محدث كثير التصانيف من أجودها، تاج العروس شرح القاموس، توفى سنة ١٢٠٥هـ، انظر: الأعلام (٨/٧٠).
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي الغرناطي لغوي ومفسر له في التفسير (البحر المحيط) ولد سنة ٦٥٤هـ، مات ٧٤٥هـ. انظر ترجمته في القول المختصر المبين في مناهج المفسرين: (٣٧).
(٣) انظر: تفسير القاسمي: (٣/٦٢٢-٣٢٦).
(٤) انظر تفسير المنار: (٢/٤٣٧).
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي الغرناطي لغوي ومفسر له في التفسير (البحر المحيط) ولد سنة ٦٥٤هـ، مات ٧٤٥هـ. انظر ترجمته في القول المختصر المبين في مناهج المفسرين: (٣٧).
(٣) انظر: تفسير القاسمي: (٣/٦٢٢-٣٢٦).
(٤) انظر تفسير المنار: (٢/٤٣٧).