وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحكم منكم بعمله"، قالوا: ولا أنت لا يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل"(١).
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"(٢).
وفي رواية الترمذي عن أبي سعيد مرفوعا وموقوفا: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا"(٣).
وروى الترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قال: قد قالها الناس، ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها فهو ممن استقام"(٤).
المبحث الثالث
أقوال العلماء في الاستقامة
وقال عمر -رضي الله عنه-: (الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب)(٥).
وقال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: (استقاموا: أخلصوا العمل لله)(٦).

(١) مسلم، كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة (٤/٢٨١٦).
(٢) أخرجه أحمد (٣/١٩٨).
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب حفظ اللسان، (٤/٥٢٣٢، رقم ٢٤٠٧).
(٤) أخرجه الترمذي، كتاب التفسير، باب سورة حم السجدة، (٥/٣٥١، رقم ٣٢٥٠) وضعفه الألباني -رحمه الله- في ضعيف الجامع (٤٠٧٩).
(٥) تهذيب مدارج السالكين (٢/٥٢٨).
(٦) تهذيب مدارج السالكين (٢/٥٢٨).


الصفحة التالية
Icon